بسم الله الرحمن الرحيم
يقوالله الله تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(2) )
مدخل :
المنافق : هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام ، والمنافقون شر أصناف أهل الشر وأسوؤهم طوية وأعظمهم خطراً ، قال تعالى بشأنهم : ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) المنافقون/ 4 .
" النِّفَاقُ لُغَةً : مَصْدَرُ نَافَقَ ، يُقَالُ : نَافَقَ الْيَرْبُوعُ إِذَا دَخَلَ فِي نَافِقَائِهِ ، وَمِنْهُ قِيلُ : نَافَقَ الرَّجُلُ : إِذَا أَظْهَرَ الإِسْلامَ لأَهْلِهِ وَأَضْمَرَ غَيْرَ الإِسْلامِ وَأَتَاهُ مَعَ أَهْلِهِ .
وَلا يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاصْطِلاحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ .
قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ : وَالنِّفَاقُ اسْمٌ مِنَ الأَسْمَاءِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي وَضَعَهَا الشَّرْعُ ، لَمْ تَكُنْ مَعْرُوفَةً بِمَعْنَاهَا الاصْطِلاحِيِّ هَذَا قَبْلَ الإِسْلامِ ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتُرُ كُفْرَهُ وَيُظْهِرُ إِسْلامَهُ .
عَلَى أَنَّ النِّفَاقَ يُطْلَقُ تَجَوُّزًا عَلَى مَنِ ارْتَكَبَ خَصْلَةً مِنْ خِصَالِ النِّفَاقِ الآتِي ذِكْرُهَا ، كَالْكَذِبِ وَإِخْلافِ الْوَعْدِ ، أَوْ يُقَالُ : هَذَا نِفَاقٌ عَمَلِيٌّ ، وَلَيْسَ اعْتِقَادِيًّا حَقِيقِيًّا " انتهى .
كانوا قديما يظهرون الأسلام بمظاهرهم وجلوسهم مع أهل الإسلام ويتصيدون عثرات المسلمين ليشككوا فيما بين المسلمين وتفرقة صفوفهم. فكان من السهل معرفتهم من خلال تواجدهم واجتماعاتهم فلم يكن هناك وسائل اتصال سوى الاجتماع بالابدان وملاقاتهم لبعض ومجالسات واجتماعات فكان من السهل معرفتهم من خلال تواجدهم مع بعضهم لبعض.
ومع تقدم السنوات والمراحل والتطورات تطور النفاق مع تطور الحضارات ولا أريد أن أطيل الحديث بالمقدمة ولكن كل ما اريد قولة هو :
الآن اصبح النفاق أشد خطرا من ذي قبل, لأنهم لا يكاد يتلاقوا بأجسادهم وإنما يتلاقون من خلال وسائل الإتصال وبرامج التواصل الإجتماعية.
فهؤلاء هم المتلبسون بلباس أهل السنة وماهم منهم ولكنهم يريدون أن يفرقوا أهل السنة والجماعة.
فهؤلاء هم المتلبسون بلباس أهل السنة وماهم منهم ولكنهم يريدون أن يفرقوا أهل السنة والجماعة.
أمور يجب التنبه لها :
- اصبح التواصل بين المغرضين عن بعد بسبب التقنيات الحديثة فاصبح التواصل الجسدي لا يشكل اهمية,ويكفي التواصل عن طريق التقنيات الحديثة.
- سهولة لبس الاقنعة من خلف الشاشات وبث الافكار عبر برامج التواصل الإجتماعي.
- قلة وعي الناس وجهلهم وحسن النية المطلقة وسهولة إقناعهم بواسطة المنطق والعقل.
- السماع والاعجاب بالكُتاب وترك أقوال العلماء وأهل العلم.
- بعض المغردين والكتاب والذين اشتهروا في برامج التواصل الإجتماعي قد يقع في شبه وهو لا يعلم, وذلك بعد أن دخلت الثقة بالنفس والإعجاب بها بعد أن رأى المعجبين به ومن يثقون به في مجال معين قد أبدع فيه وقد يقول أمرا في مجال أخر ليس متخصص به وإنما يتحدث من واقع خبرات وتجارب وأدلة عقلية بعيدة كل البعد عن النقل الصحيح وعدم الرجوع للكتاب والسنة وقول العلماء فيها ويتمسك برأية. ونجد ذلك كثير في هذا الزمن تحت عنوان الرد على شبة فلان وفلان وقد اوقع نفسه وغيره ممن يستمع له في متاهات وشبة وقد يفسد عقول وهو لا يعلم فكيف بمن يعلم ذلك ؟.
- ترك النقل السليم الصحيح المستمد من القران والسنة وأهل العلم.
- واصبح البعض ينقل كلام من يعجب بعقولهم وتفكيرهم ولا يميز مذهبه وسلامة عقله وفكره, دام أنه يخاطبنا بلغة لطيفه ويلامس حاجياتنا وينطق ويطالب بإسمنا وهو بالأساس أراد كسب الأصواتنا.
- الجهل العام وتزعزع الثقة بولاة الأمر والعلماء, بسبب هذا الجهل.
- كثرت المذاهب والفرق وكثير منها تدعي أنها على حق وهي ضالة. وقال الله سبحانه وتعالى ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الانعام 153
كيف نحمي أنفسنا ؟
- الرجوع إلى الله تعالى بالعبادات والتوبة والإستغفار.حيث أنها سبب في السعادة الدنيوية قبل الآخرة.
- اعادة الثقة لولاة الأمر والعلماء:فقد قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء 59، فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر، وهم الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة، وهي فريضة في المعروف. والنصوص من السنة تبين المعنى، وتقيد إطلاق الآية بأن المراد طاعتهم في المعروف، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فيجب الرجوع لأهل العلم في كل أمر تجد فيه الخلاف والشبه فالعلماء بما علمهم الله من واقع علمهم يدحضون تلك الشبهة التي يوجهها أعداء الإسلام ممن هم يدعون الإسلام أو وقعوا في ضلالات ويحسبون أنهم على حق وما هم بذلك.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ
الْهَرْجَ . قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَال : الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . قَالُوا :
أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ
، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ،
وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ . قَالُوا :
سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ
عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى
شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ(
رواه أحمد في " المسند وصححه المحققون في وصححه الشيخ
الألباني في " السلسلة الصحيحة
- يجب أن ندرك أن من هم خلف الشاشات لايمكن الوثوق بهم خاصة المجهولين منهم.وإن إدعوا الصلاح نأخذ المفيد وكفى.
وهنا تذكرت قصة الصحابي الجليل أبي هريرة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة، فخلّيتُ عنه فأصبحتُ فقال النبي -صلى الله عليه و سلم-: ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إنه سيعود، فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود. فرحمته فخلّيت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ ) . قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة:255) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ( ما هي؟ ) ، قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير -، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ) . قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) رواه البخاري .
وهنا عبرة أنه قد يكون هناك فاسق يخبرك بأمر صحيح فهل هذا سيشفع له أن نتبعه في كل حين ؟
وهذا ما كان في خاطري أن أقولة بعد ما رأيت كثرة من يحدث الناس بغير علم وخاصة في أمور الدين ومنهم من نكتشف أنه ممن هو منافق أو مدسوس بن أهل السنة والجماعة يريد تفرقة الأمة.
وأسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بقلمي / أبو اسامة البلوي
- وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا