الخميس، 18 أبريل 2013

الإستشارة





اخواني الاعزاء / كثيرا ما نحتاج في حياتنا الي مرشد يرشدنا الى شخص ينير عقولنا نقع في مصائب .. نقع في متاهات الحياة ...


الإستشارة:


هي للطلب، أي: طلب المشورة من الآخرين، وأما الأدلة على هذا، فمنها قول الله عز وجل: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران:159].

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "لا غنى لولي الأمر عن المشاورة، فإن الله تعالى أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }
قال الإمام البخاري (وكان الأئمة يستشيرون الأمناء)
ولنا وقفه مع كلام البخاري في قوله:

 ( الامناء)

منهم الامناء واين اجدهم ؟

هل اجدهم في النت ؟
 الجواب لا يصح ان يكون نعم بشكل مطلق لابد ان يكون بشكل مفصل .
لانك لاتعلم من يقابلك خلف تلك الشاشة
لأنه في مجال النت حدث ولا حرج في ذلك من الزيف والاقنعة.

يقول الكثيرون ...
- انت تخيفنا ..
- انت لاتثق .. او الثقة معدومه ...
- الى غيرها من تلك العبارات

اجيب عليها :

لا ننغر ونثق بتلك المسميات:
 ( مستشار- دكتور- مهندس - ..الخ من تلك الكُنى )

 التي لم تكن ولن تكون الا من خلف شاشات الاجهزة .

فكم ثقة اودت بصاحبها
لكن الوقاية خير من العلاج.
من نستشير؟
 وما هي صفات المستشار؟
 هذه نقطة حساسة، لأننا نتفق على أهمية الاستشارة، وأننا لابد أن نستشير، ولكن عندما نأتي إلى التطبيق هنا تبرز مشكلة: من هم أهل الاستشارة؟
 هل أنتقي شخصاً من الشارع أو المسجد لكي أسأله..

من صفات المستشار: أن يشعر بعظم أمانة مشورته.
من صفات المستشار: أن يكون عنده علم بالشريعة.
من صفات المستشار: ألَّا يكون صاحب هوى.



عندما أريد أن أستشير أريد حلول لتلك العقد التي اصبحت من الصعب حلها .

لذلك انا احتاجكم أيها المستشارين لتحلوها معي .

انتظروا لا تفكوا تلك العقد .... صوت قادم من بعيد

اندهشنا... لماذا نحن نريد مساعدته !؟

قال لنا ذلك الصوت القادم :

- ايها المستشير وضعت حبالك لاناس لا يعلمون حالك بكل ابعادها.
- ايها المستشارون لا تعلمون حال تلك العقد وتلك الحبال .
قد تنقطع ... وقد تنحل العقد لكن الحبل اصبح مشوهاً بسبب جهلنا عن الحال .


ايها المُستشير :

 عند طلبك للاستشارة لا يعني ان تجعل من التجأت اليه هو من بيده كامل الحلول . فتأخذ برأيه كاملا مجرداً.

فالاستشارة هي اني اعطيك بعض من الاداوات لتنير انت دربك لتعرف انت كيف تبحث ... كيف تواجه .. لتتعلم ان الجلوس مكتوف اليدين وتنتظر الفرج وانت جالس مكانك لن يأتيك الفرج ابدا.

ولا تكن كتلك الالة التي تُبرمج فتبث ما برمجت عليه فلديك عقل يفكر جيداً . فتدرس مشكلتك وما اُعطيت من حلول وتكيفها حسب ما تراه مناسبا لحالك.

- يجب عليك قبل كل شيئ الاستعانه بالله اولاً في كل امورك فالله وحده هو اعلم بحالك من الجميع .
- لا تشغل المستشار بطرح مشكلة ليست منها جدوى فائده فتشغل الجميع بشي لا يفيد :

مثال ذلك : كالذي يأتي ويقول انا احب احدهم او اعجبت بشخص ولا يرد علي واريد حلاً اريده ان يعود الي وهكذا وهو امر
 (غير مشروع اصلاً )

فلو اردت الحل في كيفية التخلص من ذلك الحب كان بها.

اما غيرة فلا فائده وقد نقع بالاثم جميعاً في حال دارسة مشكلتك .


ايها المستشار : 

اتق الله اولاً في كل امر تقوله كما قال صلى الله عليه وسلم  : ( المستشار مؤتمن) صحيح بشواهده. رواه البخاري .
والامانه هنا هي امانة اعطائه النصح من خلال ما يوافق الشرع اولاً.
لا كما تهواه النفوس فنحن مطالبون بالرجوع الي كلام ربنا وسنة نبيه.
والتوجيه والتذكير للجميع ان ما أصابك فمن الله وحده فإن صبرت واستعنت بالله كان الله تعالى معك.
واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك فإن صبرت وتوكلت على ربك فزت بالدارين.

- ايضا ايها المستشار لا يغيب عن ناظرك ان المُستشير اوقات يريد الفضفضة عن ما في داخله من تراكمات .
فلا تستعجل بالحكم فهو لا يرديد الحكم وقتها اراد فقط إزاحت هذا الهم الذي في داخله فقط.


- الناس وقت المشاكل يغيب عنهم امور كثيره منها واهمها:


  •  الرجوع الى الله ..
  •  تذكريهم بالجوانب الحسنة والمشرقة في مشاكلهم ...
  •  نسيان افضال من يشتكون منهم ...
  • الدنيا تزول وما عند الله باق..
  • لا يوجد في هذه الدنيا انسان كامل في هذه الدنيا فشريكك كما لديه عيب أنت أيضا ..
  • اخي/ اختي الكريم/ة : اقول لكم واختصر الكلام .
  • اجعل الله سبحانه نصب عينيك في كل امورك .
  •  مشاكلك انت اعلم بغيرك منهم تحتاج وقفة مع نفسك قليلاً. لا تتسرع باتخاذ القرارا حتى تنجلي الظلماء وتهدئ تلك العواصف.
  • عندها دع عقلك هو من يفكر فتلك المشاكل أعطتك دروساً.
  •  اعط لنفسك وقتا تعيد ترتيب نفسك واولوياتك جيداً.


اقرأ قول الله تعالى في سورة نوح اذ يقول ربنا وهو اعلم بحالنا ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) ) سورة نوح .. ص570

وقد ربط بين الاستغفار وهذه الأرزاق . وفي القرآن مواضع متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلوب واستقامتها على هدى الله وبين تيسير الأرزاق , وعموم الرخاء . . .


وإليكم هذه القصة العجيبة "معجزة الإستغفار"


حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ،
ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد،،
حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ،
وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ،
وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ،
وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ،
المهم الإمام أحمد بنحنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ،
فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ،
فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ،
فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ،
يعلم فضل الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار
فقال الخباز : نعم ،والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة
فقال الإمام أحمد : وما هي
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل
فقال الإمام أحمد : أنا أحمدبن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراً

آستغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اللهم آغفر لي ذنوبي
واختم كلامي اللهم لا تجعلنا ممن يطلب العون من غيرك وانت المعين وعلام الغيوب.
اللهم اعنا . اللهم اعنا.
اللهم احلل عقدة امرنا
وآللّهُمَّ صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ سَيّدنَآ مُحَمد



ولكم تحية طيبة من أخوكم / أبو أسامة البلوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق